الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل و أعراضها

إن الالتهابات المهبلية من أكثر المُشكلات التي تواجه الحوامل شيوعًا، التي قد تسبب العديد من الأضرار التي قد تُصيب الأم أو الجنين، فهناك بعض الالتهابات التي قد تتسبب في الإجهاض أو الولادة المُبكرة، ولذلك فإن الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل يكون أمرًا ضروريًا، وفيما يلي سوف نتعرف على أشهر أنواع الالتهابات وكيفية الوقاية منها.

الالتهابات أثناء شهور الحمل الأولى

من المعروف أن طبيعة المرأة تتغير كليًا أثناء الحمل، ويشمل ذلك حالة المهبل لديها، إذ يزيد مُعدل الإفرازات أثناء شهور الحمل، ويرجع ذلك إلى زيادة مٌعدل إفراز الهرمونات وخاصة هرمون الإستروجين والبروجستيرون اللذين يُسببان تورمًا في المهبل، وكذلك في زيادة الإفرازات، والتي غالبًا ما تكون شفافة وليس لها رائحة كريهة.

 أما عندما تتغير طبيعة هذه الإفرازات، كأن تكون كثيفة وبيضاء اللون تُشبه الجبن، أو أن تكون لها رائحة كريهة فإن ذلك يدل على الإصابة بالتهابات المهبل، وقد تكون هذه الالتهابات بكتيرية أو فطرية أو غيرها، فما هي أعراض هذه الالتهابات وما أنواعها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية.

أعراض الالتهابات عند الحامل

الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل
الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل

تختلف أعراض الالتهابات عند الحامل تبعًا لنوعها، وكذلك تبعًا لنوع العوامل المحيطة بالأم كما يلي:

  • الالتهابات البكتيرية للمهبل

وتحدث هذه الالتهابات  بسبب عدم التوازن والاضطراب الذي يحدث في البكتيريا الطبيعية النافعة والضارة في المهبل، بسبب تغير مُعدل الهرمونات، ويحدث هذا النوع من الالتهابات في 10-3-% من الحوامل، وقد تتسبب هذه الالتهابات في الإجهاض، أو الولادة قبل الموعد، أو ولادة طفل صغير الحجم، وقد تُعاني المرأة الحامل مما يلي:

  1. رائحة كريهة تُشبه السمك.
  2. إفرازات رمادية اللون.
  • الالتهابات الفطرية

وهذا النوع من الالتهابات هو الأكثر شيوعًا بين النساء عمومًا، وبين الحوامل خصوصًا، إذ إن الإفرازات الطبيعية للمهبل تحتوي على السكر، وهو الوجبة المفضلة للفطريات التي تنمو؛ والإصابة بالالتهابات الفطرية لا يُسبب ضررًا على الجنين إلا إنه يُسبب الشعور بعدم الراحة والألم للأم إذ إنها تُعاني من:

  1. تورمًا في المهبل.
  2. الحكة والهرش والإحساس بعدم الارتياح.
  3. إفرازات كثيفة تُشبه الجبن.
  4. إحساس بالألم والحرقان.
  5. ألم أثناء الجماع.
  • داء المُشعرات trichomoniasis

وهو من الأمراض التي تنتقل بالجنس، وقد تُسبب مخاطر جسيمة على الجنين، وغالبًا ما يمر هذا النوع من الالتهابات دون أعراض، إلا إن الحامل قد تُعاني مما يلي:

  1. وجود رائحة كريهة.
  2. إفرازات صفراء مخضرة اللون.
  3. الشعور بالحكة والحرقان.
  4. تورم واحمرار المهبل.
  5. ألم أثناء الجماع والتبول.

الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل

نظرًا لأن الالتهابات المهبلية التي تُعاني منها العديد من النساء أثناء الحمل قد تتسبب في العديد من الآلام للأم، وكذلك قد تتسبب في مُشكلات خطيرة ومُضاعفات على الجنين كما سبق أن ذكرنا، ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل أمر ضروري جدًا، لأن ذلك قد يوفر على الأم التعب والألم والحكة التي قد تتسبب في مضاعفات خطيرة لها، كما أن الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل تحمي الجنين من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة خاصة عند الإصابة بالالتهابات البكتيرية أو داء المشعرات trichomoniasis، وهناك العديد من النصائح التي يجب اتباعها لتقليل مُعدل الإصابة بهذه الالتهابات منها ما يلي:

  • يجب على الأم تجفيف المهبل والمنطقة الحساسة  جيدًا بالمناديل بعد الاستحمام وكذلك بعد التبول، ويُعد ذلك من أفضل سُبل الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل إذ أن الرطوبة تمثل بيئة مثالية لنمو الفطريات والطفيليات.
  • ويجب أن يكون المسح من الأمام للخلف وليس العكس؛ لتجنب نقل البكتيريا من فتحة الشرج إلى المهبل مثل بكتيريا ايشيريشيا كولاي، التي قد تتسبب في التهابات مهبلية أو التهابات في الجهاز البولي.
  • ويجب تجنب استخدام الفوط الصحية المُعطرة والتامبون، وإذا كُنت تستخدمين الفوط الصحية غير المُعطرة فيجب تغييرها بانتظام؛ لتجنب نمو البكتيريا، مثل: عدوى المكورات العنقودية staph infections.
  • يجب تجنب استخدام الغسول والمُعطرات النسائية المُخصصة للمنطقة الحساسة خلال فترة الحمل، إذ إنها من أبرز أسباب الالتهابات أثناء فترة الحمل، ومن الضروري التوقف عنها للوقاية من الالتهابات اثناء فترة الحمل وذلك لأنها تغير من التوازن الطبيعي في البكتيريا النافعة الموجودة في المهبل طبيعيًا مما يؤدي للإصابة بالالتهابات المهبلية.
  • تجنبي كذلك ارتداء الملابس الداخلية الضيقة ويُفضل ارتداء الملابس الواسعة.
  • يجب ارتداء الملابس الداخلية القطنية وتجنب الملابس الداخلية المصنوعة من الألياف الصناعية لتجنب الإصابة بالحساسية، وكذلك فإن الألياف الصناعية تحفز نمو الطفيليات الضارة.
  • غسل الملابس الداخلية بالماء الساخن والصابون، ويجب كذلك شطفها مرتين على الأقل للتأكد من عدم وجود أي مواد صناعية ضارة عالقة فيها.
  • استخدام كريم مرطب لترطيب المنطقة الحساسة لتجنب الجفاف والحكة.
  • شرب كميات كافية من المياه من أهم وسائل الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل.
  • التقليل من تناول السكريات عمومًا، ومُتابعة قياس السكر باستمرار خاصة في شهور الحمل الأخيرة.
  • تناول الزبادي ومُنتجات الألبان بانتظام، طالما لا تُعانين من الحساسية.
  • تناول وجبات صحية تحتوي على البروتين والألياف الصناعية والمعادن والفيتامينات يُعد أيضًا من وسائل الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل.

هذا بالنسبة لـ الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل، ولكن ماذا لو كنتِ قد أُصبت بالفعل بالالتهابات أثناء الحمل؟ فما هو علاج الالتهابات المهبلية للحامل بالمنزل؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة التالية.

علاج الالتهابات المهبلة للحامل بالمنزل

كما سبق أن ذكرنا طرق الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل، فإن وجود التهابات مهبلية يستلزم طلب المشورة من طبيب النساء المُختص، لأن علاج الالتهابات المهبلية وعلاج الفطريات المهبلية للحامل في المنزل ليس مُفضلًا، ويجب تجنب شراء الأدوية المُضادة للالتهابات أو المضادة للفطريات دون استشارة الطبيب، وذلك لأن تناول هذه الأدوية قد يُلحق بكِ أو بالجنين ضررًا، فعند الرجوع إلى الطبيب يُحدد العلاج الذي تحتاجينه تبعًا لما يلي:

  • لنوع الالتهابات المهبلية المُصابة بها، فعلاج الالتهابات البكتيرية يختلف عن علاج الالتهابات الفطرية وغيرها.
  • شهر الحمل، فهناك بعض الأدوية التي يُمكن تناولها في بعض الشهور من الحمل ويجب تجنبها في شهور أخرى لتجنب المُضاعفات.
  • حدة الأعراض المُصابة بها، فقد تحتاجين لأدوية بالفم وقد يكتفي الطبيب ببعض الكريمات الموضعية.

كيف اعرف أن عندي التهابات وانا حامل؟

الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل
الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل

فترة الحمل تتسبب في زيادة مُعدل الإفرازات بسبب ارتفاع مستوى الهرمونات في الدم، وخاصة الإستروجين والبروجستيرون، وبالتالي فإن العديد من النساء قد يحسبن أنهن مُصابات بالتهابات مهبلية ويتساءلن كيف اعرف أن عندي التهابات وانا حامل؟ ولذلك يجب معرفة هيئة الإفرازات الطبيعية كما يلي:

  1. تكون الإفرازات كثيرة ومائية وشفافة.
  2. تكون رائحة الإفرازات عادية وليست كريهة.

ووجود تغير في هذه الإفرازات قد يُشير إلى وجود التهابات مهبلية، فمثلًا إذا تغير لون الإفرازات إلى: 

  • اللون الأصفر المخضر، أو اللون الرمادي، وأن تصبح كثيفة وتشبه الجبن يشير ذلك إلى وجود التهابات، كذلك إذا تغيرت الرائحة كأن تُصبح الرائحة كريهة أو تُشبه رائحة السمك. 

كذلك فإن الالتهابات المهبلية قد تكون مصحوبة بحكة شديدة وتورم في منطقة العجان، أو تكون مصحوبة بألم أثناء الجماع، ويُفضل في تلك الحالة زيارة طبيبة النساء المُختصة لتحديد نوع الالتهابات ووصف العلاج المناسب.

الخلاصة

إن الوقاية من الالتهابات اثناء الحمل أمر ضروري، إذ يجب على الحامل:

  1. تجفيف المنطقة الحساسة جيدًا بعد الغسل.
  2. المسح من الأمام للخلف وليس العكس.
  3. ارتداء الملابس القطنية الواسع.
  4. تجنب استخدام الصبون والمُعطرات الخاصة بالمنطقة الحساسة.

ويجب الرجوع إلى طبيب النسا المُختص قبل الشروع في علاج الاتهابات المهبلية، وذلك لتحديد نوع الاتهابات المهبلية، وحدة الإصابة وكذلك شهر الحمل، وبالتالي يتقرر الدواء كما يصفه الطبيب.

المصادر

بقلم د. شيماء قرنى عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى