تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة .. هل تؤثر الجلطة الدماغية على العقل

ما هو تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة ؟ لأن والدي أصيب بجلطة دماغية ، وبعد التعافي أصبح يفقد الطريق وهو عائد من العمل، ويجد صعوبة في تذكر أسمائنا، كما أصبح يعاني من مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى ، هل يمكن للجلطة الدماغية أن تسبب هذا؟ وكيف يمكن علاجه؟

في الولايات المتحدة الأمريكية تحدث جلطة دماغية مرة كل 4 ثوان، وتسبب وفاة مرة كل 4 دقائق، وتقدر عدد الإصابات سنويا بـ 795 ألف إصابة، ربع هذه الحالات تكون هذه المرة الثانية التي يعاني فيها المصاب من جلطة الدماغ.

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة
تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة

تؤدي الجلطة الدماغية إلى توقف تدفق الدم إلى أجزاء معينة في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف بعض خلايا المخ، وتختلف مضاعفات الجلطة الدماغية بناءا على عدد تلك الخلايا ووظائفها.

هل جلطة الدماغ تسبب فقدان الذاكرة 

نعم، فقدان الذاكرة أحد مضاعفات الجلطة الدماغية التي يتعرض لها حوالي ثلث حالات الجلطة تقريبا، إذ تؤدي الجلطة إلى تلف أجزاء من المخ تحمل بعض الذكريات وبتالي نسيانها، وهو ما يسمى فقدان الذاكرة التراجعي ، أو عدم قدرة المخ على تكوين ذكريات جديدة، فيجد الشخص صعوبة في تعلم أشياء ومهارات جديدة..

ومن العوامل التي تؤثر على شدة وتأثير الجلطة على الذاكرة هي:

  • عمر المصاب وقت الجلطة.
  • مكان الجلطة من الدماغ.
  • حجم الجلطة.

ومن أنواع فقدان الذاكرة التي تحدث نتيجة للجلطة:

  • فقدان الذاكرة اللفظية، مثل أسماء الأشخاص، والمعلومات المتعلقة باللغة.
  • فقدان الذاكرة البصرية، مثل الأشكال والوجوه والطرق.
  • فقدان ذاكرة المعلومات، التي تحتوي معلومات ومهارات المصاب السابقة.
  • الخرف الوعائي ، وهو الخرف الذي ينتج عن الجلطة الدماغية.

الخرف بعد الجلطة 

عندما يكون تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة شديد للدرجة التي تؤثر على النشاطات اليومية للمصاب يعرف هذا بالخرف، إذ يجد المصاب صعوبة في:

  • تذكر ماذا كان يفعل للتو ( فقدان الذاكرة اللحظي ).
  • إيجاد الطريق في الأماكن المألوفة له.
  • عمل أشياء معتادة مثل عمل وجبة خفيفة، أو استخدام جهاز التحكم عن بعد.
  • اكتساب المعلومات الجديدة. 
  • تذكر أسماء الأشخاص. 

وهناك حوالي 30% من متعافي جلطة الدماغ يعانون من الخرف الوعائي خلال سنة من الجلطة.

الفرق بين الزهايمر والخرف الوعائي

يعد كلا من الزهايمر والخرف الوعائي من أشكال الخرف، الفرق بينهما هو أن في الخرف الوعائي تقل الوظائف الإدراكية للفرد فجأة نتيجة لحدث مثل الجلطة الدماغية أو نوبة نقص تروية عابرة، بينما الزهايمر يحدث بالتدريج ولا يرتبط بحدث معين.

إضافة إلى أن الزهايمر أكثر انتشارا من الخرف الوعائي.

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكر
الجلطة الدماغية على العقل

هل تؤثر الجلطة الدماغية على العقل

نعم، إذ يعد تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة أحد تأثيراتها على العقل، إضافة إلى ذلك قد يعاني المصاب من الآتي:

  1. عدم التركيز بعد الجلطة .
  2. مشاكل في الإدراك.
  3. صعوبة في الفهم و معالجة المعلومات .
  4. صعوبة في التواصل مع الآخرين.
  5. مشاكل في اللغة وصعوبة في التعبير.
  6. صعوبة في حل المشكلات، خاصة إن كانت الجلطة في نصف الدماغ الأيمن.
  7. تغيير سلوك مريض الجلطة الدماغية .
  8. الهلوسة بعد الجلطة ، وهي أن ترى أو تسمع أشياء غير موجودة، وتعد أحد اعراض ما بعد الجلطة الدماغية النادرة.
  9. الاكتئاب والقلق.

كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية 

كثرة النوم بعد الجلطة من الأمور الشائعة في المراحل الأولى من التعافي من الجلطة، إذ يحتاج المخ للراحة ليلتئم، وغالبا ما يتحسن الأمر خلال عدة أسابيع من الجلطة، ولكن عند 30% من المصابين قد تستمر كثرة النوم لمدة 6 شهور.

هل النوم مفيد لمريض الجلطة الدماغية

نعم، إذ يساعد النوم على التئام الدماغ وبتالي يُسرع من التعافي من آثار الجلطة الدماغية، وعلى العكس فإن قلة النوم بعد الجلطة تؤدي إلى بعض المضاعفات مثل الاكتئاب، مشاكل الذاكرة.

علاج النسيان بعد الجلطة الدماغية 

يتحسن تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة بعد فترة من الجلطة تلقائيا، أو بعلاج المشاكل المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق..

هناك بعض الأشخاص تتحسن عندهم الذاكرة بعد شهور من الجلطة، وآخرين يستغرق عندهم التعافي عدة سنوات، إضافة إلى أنه لا يوجد علاج دوائي لفقدان الذاكرة بعد الجلطة إلى الآن، إذ يعتمد العلاج على التعايش مع  المشكلة لا التخلص منها.

نصائح علاج استعادة الذاكرة 

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة
الجلطة الدماغية على الذاكرة

هناك بعض التمرينات العقلية التي تقلل من وقت التعافي من فقدان الذاكرة الجزئي ، ومنها:

  • نشط عقلك

بعض الألعاب التي تنشط العقل مثل الشطرنج قد تساعدك على تحسن الذاكرة أسرع.

  • أبقَ منظما

وضع كل شيء في مكانه يسهل على عقلك الوصول إليه أسرع، كما يحفز الذاكرة، ويساعد على التعافي من تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة .

  • ضع روتين يومي 

وضع موعد محدد لكل شيء خلال اليوم، وتكرار هذا النمط لفترة يسهل على عقلك عملية استعادة الذاكرة ، مثل أن تضع موعد الاستيقاظ والنوم، وموعد لكل وجبة خلال اليوم.

  • دون ملاحظاتك

دون الأشياء المهمة التي تود أن تتذكرها، واجعل المفكرة بالقرب منك لتتذكر تدوين ملاحظاتك باستمرار..

يمكنك أيضا أن تضع بعض الملاحظات في أماكن واضحة لتذكرك ماذا يجب أن تفعل الآن، مثل أن تضع ملاحظة على مرآة الحمام لتذكرك بغسل أسنانك، أو أن تضبط منبه ليذكرك بمواعد العشاء أو المواعيد المهمة لديك..

وقد يفيدك أيضا أن تضع نتيجة كبيرة على الحائط وتدون عليها المواعيد المهمة ليسهل عليك تذكرها.

  • كرر المعلومات مرارا وتكرارا

تكرار المعلومات المهمة يساعدك على تذكرها أسرع حين الحاجة إليها، ويحسن من تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة . 

  • المشي بعد الجلطة

هناك دراسة تمت عام 2019 أشارت إلى أن كثرة الحركة و المشي بعد الجلطة الدماغية يساعد على التعافي أسرع من فقدان الذاكرة ، ويحسن الوظائف الإدراكية بشكل عام بعد الجلطة الدماغية.

  • اعتمد الأكل الصحي

الطعام الصحي خاصة الغني بالأوميجا 3 يحسن الذاكرة بشكل عام خاصة الذاكرة اللفظية، لذا يجب أن يحتوي طعام مريض الجلطة الدماغية علي المكسرات، الورقيات الخضراء، الحبوب الكاملة..

إضافة إلى التقليل من تناول الطعام الغني بالدهون المشبعة مثل اللحوم الحمراء والدجاج والزبدة والتقليل من السكريات والمقليات والوجبات السريعة وغيره من الطعام الغير الصحي.

الخلاصة

تؤدي الجلطة الدماغية إلى توقف تدفق الدم لبعض مناطق الدماغ، مما يسبب تلف تلك المناطق، الذي ينتج عنه مضاعفات الجلطة الدماغية..

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة يعد أحد تلك المضاعفات، وعندما يكون هذا التأثير شديد للدرجة التي تؤثر على حياة المصاب اليومية تعرف بالخرف الوعائي، أي الناتج عن الجلطة الدماغية، ومن أعراضه:

  • مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى .
  • صعوبات في إيجاد الطريق في الأماكن المألوفة له.

ويتم علاج فقدان الذاكر ببعض الأنشطة التي تنشط المخ وبالتالي تقلل من مدة التعافي من الجلطة، التي قد تصل إلى عدة سنوات عند بعض الأشخاص، ومن تلك الأنشطة:

  • لعب الألعاب التي تنشط العقل كالشطرنج.
  • وضع كل شيء في مكانه.
  • تدوين الملاحظات المهمة.
  • تكرار المعلومات المهمة.
  • التمارين الرياضية.
  • اعتماد الأكل الصحي.

المصادر

بقلم د. أمنية محفوظ

دكتورة أمنية محفوظ

طالبة بكلية الطب جامعة القاهرة الفرقة الخامسة، مهتمة بنشر التوعية الطبية الصحيحة بطريقة سهلة وبسيطة للقارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى