ماذا بعد جلطة الدماغ | هل يشفى مريض جلطة الدماغ

ماذا بعد جلطة الدماغ ! لقد أصيبت صديقتي للتو بالجلطة، إذ استيقظت وهي لا تشعر بقدمها اليسرى، في البداية ظنت أنها اتخذت وضع نوم خاطئ، لكن بعد فقد الإحساس بذراعها ونصف وجهها الأيسر شعرتْ بوجود مشكلة أكبر، ما هي الآثار السلبية للجلطة؟ وكيف يمكن علاجها؟

تحدث الجلطة الدماغية بأحد الأشكال الآتية:

  1. نتيجة انسداد أوعية المخ، ومن ثم نقص الإمداد الدموي.
  2. بسبب النزيف الذي يضغط على أنسجة المخ، مما يؤدي لتلفها.
  3. نوبة إقفارية عابرة، نتيجة انسداد مؤقت للأوعية الدموية، لا يزيد عن 5 دقائق غالبا.

وفي النهاية تؤدي الجلطة إلى تلف بعض الخلايا المخ، مما ينتج عنه آثار ما بعد الجلطة.

 

ماذا بعد جلطة الدماغ 

يتعرض المريض لبعض المشاكل الصحية بعد الجلطة، تختلف باختلاف حجم الجلطة، ومراكز المخ المصابة، وتتطلب عملية التعافي من الجلطة شيء من الصبر والجهد والالتزام، إذ يمكن أن يأخذ الأمر سنين عند بعض الناس.

وبشكل عام هناك 5 أنواع أساسية من المشاكل التي يتعرض لها المريض بعد الجلطة، وهي:

مشاكل في الحركة

  • الشلل، أو الضعف وربما كلاهما، على ناحية واحدة من الجسم.
  • صعوبة في البلع.
  • عدم القدرة على السيطرة على حركة الجسم مثل المشي والتوازن.

اضطرابات حسية

  • فقد الإحساس باللمس، أو الألم، أو الحرارة، أو حتى عدم معرفة اتجاه هذا الجزء من الجسم.
  • الشعور بالألم أو التنميل أو ثقل الأطراف، الذي يزداد مع الحركة.
  • عدم القدرة على التحكم في الإخراج، نادرا ما تدوم بعد إعادة التأهيل.

صعوبة في اللغة بعد الجلطة الدماغية

نحو ربع مصابين الجلطة يعانون اضطرابات في اللغة، مثل:

  • عدم القدرة على الكلام، أو الكتابة.
  • صعوبة في معالجة اللغة وفهم الآخرين.

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكرة

عندما ينتج عن الجلطة تلف في مناطق الذاكرة والتعلم والإدراك في المخ، يجد المصابون صعوبة في التركيز، وتعلم مهارات جديدة، ومشاكل في الذاكرة قصيرة المدى.

الحالة النفسية لمريض الجلطة الدماغية

بعد الجلطة قد يعاني المريض من:

  • الشعور بالخوف أو القلق أو الإحباط أو الحزن.
  • تغير في سلوك مريض الجلطة الدماغية .
  • عدم القدرة على السيطرة على المشاعر والتعبير عنها.
  • الاكتئاب، أحد الاضطرابات النفسية الشائعة بعد الجلطة.

الهلوسة بعد الجلطة

تعد الهلوسة من المضاعفات النفسية غير الشائعة للجلطة، وتحدث نتيجة تلف النصف الخلفي الأيسر للدماغ، وتحدث أيضا عند فقد البصر المصاحب للجلطة.

ومن المشاكل الأخرى التي قد يعاني منها مريض الجلطة:

كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية

إضافة إلى المشاكل السابقة قد يعاني مريض الجلطة من كثرة النوم، وعلى الرغم من أن النوم يسرع من التعافي من آثار الجلطة الدماغية، إلا أن مريض الجلطة قد يعاني من نعاس مفرط أثناء النهار، لكنه يتحسن بعد عدة أسابيع من الجلطة..

إن لم يفعل بعد عدة شهور، وأصبح يمنعك من تمارين إعادة التأهيل، فلابد من استشارة الطبيب.

السكتة الدماغية وكثرة التبول

تنتج كثرة التبول بعد الجلطة نتيجة تلف الأعصاب المغذية للمثانة، مما قد يسبب أيضا تبول لا إرادي، لكنه غالبا لا يدوم بعد الجلطة. 

ارتفاع الحرارة لمريض الجلطة

قد يعاني مرضى الجلطة من ارتفاع درجة الحرارة؛ نتيجة تأثير الجلطة على مراكز تنظيم الحرارة في المخ، وهي لا تعد علامة جيدة، إذ إن 40 إلى 61% من هؤلاء المرضى يموتون خلال 10 أيام من الجلطة.

الجلطة الدماغية والاستفراغ

القيء من الأعراض الشائعة عند مرضى الجلطة، في دراسة تمت عام 2012 لمعرفة العلاقة بين ظهور القيء والوفاة الناجمة عن الجلطة، وجدت الدراسة أن خطر الوفاة أكبر بين المرضى الذين يعانون القيء أكثر من غيرهم.

إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية

تأثير الجلطة الدماغية على الذاكررة

ماذا بعد جلطة الدماغ ؟ هل سيعيش المريض بهذه الآثار للأبد؟ هنا يأتي دور إعادة التأهيل..

الهدف من إعادة التأهيل هو تحسين الوظائف المفقودة نتيجة الجلطة قدر المستطاع، قد تأخذ هذه العملية أسابيع أو شهور وأحيانا سنين عن بعض الناس.

تحسين النطق بعد الجلطة الدماغية

يساعد تحسين البلع في علاج ثقل اللسان بعد الجلطة ، إضافة إلى بعض التمارين الأخرى التي يتدرب عليها مريض الجلطة مع الطبيب، مثل:

  1. تكرار الكلمات.
  2. القراءة والكتابة.
  3. تدريبات المحادثة.
  4. إيجاد طرق أخرى للتواصل.

متى يتكلم مريض الجلطة الدماغية

الكثير من المرضى يتحسن لديهم النطق خلال الأسابيع الست الأولى بعد الجلطة، لكن قد يستغرق الأمر أكثر من ذلك عند مرضى آخرين.

 الحركة بعد الجلطة الدماغية

ماذا بعد جلطة الدماغ
ماذا بعد جلطة الدماغ و هل يشفى مريض جلطة الدماغ

تعود الحركة بعد الجلطة من خلال العلاج الطبيعي من خلال البدء ببعض تمارين اليد بعد الجلطة ، ثم تمارين المشي، يمارس المريض هذه التمارين مع طبيبه الخاص، على الأقل 45 دقيقة في اليوم، خمس أيام في الأسبوع.

متى يمشي مريض الجلطة

يمكن أن يتحسن المشي بعد الجلطة الدماغية عند الكثير من المرضى بعد حوالي 6 أشهر من التمارين، لكن تختلف هذه المدة من مريض لآخر بناءً  على مدى تضرر الأطراف لديه.

هل تعود الذاكرة بعد الجلطة

يشغل هذا السؤال بال الكثير، هل ترجع الذاكرة بعد الجلطة ؟ الأخبار السارة أن الذاكرة تتحسن تلقائيا بعد الجلطة، وإعادة التأهيل قد تسرع من زمن هذا التحسن، إضافة إلى أن أدوية الاكتئاب والقلق التي يأخذها المريض لعلاج هذه الحالات -إن صاحبت الجلطة- تفيد في تحسن الذاكرة أيضا.

العلاج النفسي لمريض الجلطة

أكثر المشاكل النفسية عند متعافين الجلطة الدماغية هي القلق والاكتئاب، لذا يقيم الطبيب الحالة النفسية للمريض قبل ترك المستشفى، ويتلقى العلاج اللازم لها، إضافة إلى دعم الأهل الذي يساعد المريض على الخروج من الحالة النفسية السيئة.

والجدير بالذكر أن الاكتئاب قد ينتج عن تلف المخ نتيجة الجلطة، إضافة إلى تأثر المريض بالحالة الصحية الصعبة التي يمر بها.

هل‌ ‌يشفى‌ ‌مريض‌ ‌جلطة‌ ‌الدماغ‌ ‌

التعافي من الجلطة الدماغية يختلف من شخص لآخر، إذ إن حوالي 10% من مرضى جلطة الدماغ يتعافون تماما بعد الجلطة، بينما 25% يعيشون ببعض المشاكل البسيطة، و40% يعيشون بإعاقات متوسطة إلى خطيرة, تؤثر على حياتهم اليومية، و10% يحتاجون رعاية خاصة بعد الجلطة.

ويتأثر مدى تعافي المريض بعد الجلطة بالآتي:

  • حجم التلف الناجم عن الجلطة.
  • مدى سرعة تلقي العلاج.
  • عمر المريض وقت حدوث الجلطة.
  • المشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها.
  • قدر الدعم المقدم للمريض أثناء فترة إعادة التأهيل.

متى يموت مريض الجلطة الدماغية

يتحدد تأثير جلطة الدماغ على المصاب بالآتي:

  •  حجم الجلطة.
  • مدى أهمية المراكز المصابة.
  • وقت تلقي العلاج.

لذا فكلما كان حجم الجلطة أكبر، والمراكز المتأثرة أكثر أهمية كمركز التنفس، وتأخر تلقي المريض للعلاج، زادت احتمالية الوفاة نتيجة الجلطة.

كيفية الوقاية من الجلطة الدماغية

ماذا بعد جلطة الدماغ ؟ هل فكرت في الوقاية من الجلطة الدماغية في المستقبل؟ تقريبا ربع مصابين الجلطة الدماغية، يكون لديهم تاريخ إصابة سابق، لذا من المهم معرفة طرق الوقاية من الجلطة الدماغية لتجنب الإصابة بها مرة أخرى.

بعض التغييرات في نمط الحياة يمكنها أن تقلل من عوامل خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، مثل:

  • تصلب الشرايين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع كوليسترول الدم.

وتشمل التغييرات في نمط الحياة:

  • اتباع حمية غذائية صحية

ينصح الأطباء باعتماد الأكل عالي الألياف، ومنخفض الدهون، مثل الفواكه والخضراوات، إضافة إلى خفض الأكل المصنع، والأكل عالي الأملاح؛ فلا تأكل أكثر من 6 جرام ملح (ملعقة صغيرة) في اليوم، لتجنب ارتفاع ضغط الدم.

  • ممارسة التمارين الرياضية

دمج الأكل الصحي مع الرياضة أفضل طريقة للحفاظ على وزن صحي، إضافة إلى ذلك فإن الرياضة تقلل من كوليسترول الدم، وتحافظ على ضغط الدم في معدله الطبيعي.

يُنصح أغلب الناس بحوالي ساعتين ونصف من التمارين الرياضية الهوائية متوسطة الشدة في الأسبوع، كالمشي السريع.

لكن إن كنت متعافي حديثا من الجلطة قد لا يمكنك البدء في ممارسة التمارين الرياضية مباشرة بعد التعافي، لذا ناقش مع طبيبك الوقت المناسب لبداية التمرين.

  • تجنب التدخين

التدخين يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، عن طريق تضييق الأوعية الدموية، وجعل الدم أكثر قابلية للتجلط، لذا يجب إيقاف التدخين لتجنب الإصابة بجلطة دماغية أخرى.

إضافة إلى ذلك يجب علاج الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والسمنة، إن وجدت، صحيح أن العادات السابقة يمكنها تحسين هذه الأمراض، ولكنك لازلت بحاجة للأدوية لعلاجها.

الخلاصة

ماذا بعد جلطة الدماغ ؟ هناك الكثير من الآثار التي تختلف من مريض لآخر، أهمها:

تتحسن هذه المضاعفات بإعادة التأهيل، الذي يشمل الكثير من التمارين لمعالجة جميع هذه المضاعفات قدر الإمكان، إضافة إلى اتباع نمط صحي لتجنب حدوث الجلطة مرة أخرى.

المصادر

بقلم د. أمنية محفوظ

دكتورة أمنية محفوظ

طالبة بكلية الطب جامعة القاهرة الفرقة الخامسة، مهتمة بنشر التوعية الطبية الصحيحة بطريقة سهلة وبسيطة للقارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى